DAVID MCGEACHY .

تبين للعلماء أن الدببة القطبية تواجه الموت جوعا، بسبب ذوبان المحيط المتجمد الشمالي، وعدم تمكنها من التأقلم مع الحياة على اليابسة.

فهذه الفصيلة النادرة من الحيوانات تتغذى على الفقمات الحلقية، التي تصطادها من فوق القطع الجليدية، في عرض البحر.

وبما أن الجليد أخذ يتبخر، بسبب ارتفاع درجات الحرارة على الأرض، فإن العديد من الدببة أصبحت الآن تقضي وقتا أكثر على اليابسة، وتتغذى على بيض الطيور، والتوت والأعشاب.

ولهذا فإنها أخذت تفقد من وزنها بسرعة، وهو ما يجعلها مهددة بالموت.

وأصبح الدب القطبي رمزا لمخاطر التغير المناخي المتزايدة في المحيط المتجمد الشمالي. ولكن حقيقة تأثيره على هذه الفصيلة من الحيوانات مسألة معقدة.

فقد تناقص عدد الدببة القطبية، إلى أدنى مستوياته في الثمانينات، بسبب الصيد الجائر.

وارتفعت أعدادها مرة أخرى بفضل الحماية القانونية، التي وفرت لها، ولكنها تواجه اليوم مخاطر أكبر، تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة على وجه الأرض.

والسبب هو أن المحيط المتجمد الشمالي له دور حاسم في بقائها على قيد الحياة.

فهذه الحيوانات تستعمل قطع الجليد البحرية لاصطياد الفقمات الحلقية الغنية بالدهون، خاصة في أواخر الربيع ومطلع الصيف.

ولكن أثناء الأشهر الأكثر دفئا، فإن أغلب مناطق المحيط أصبحت الآن خالية من الجليد.

وكشفت الدراسة، التي أجريت في منطقة مانيتوبا، أن الفترة الخالية من الجليد تمددت ثلاثة أسابيع ما بين 1979 و2015.

ومن أجل التعرف على صراع هذه الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة، في غياب الجليد، فقد تابع العلماء نشاط 20 دبا قطبيا، خلال أشهر الصيف، على امتداد ثلاثة أعوام.

وعلقوا على رقبة الدببة كاميرات وأجهزة تحديد الموقع، كما حرصوا على أخذ عينات من الدم، وسجلوا أوزان الدببة.

وسمح هذا للعلماء بمراقبة حركة الدببة ونشاطها وطبيعة تغديتها.

ففي الأشهر الخالية من الجليد، اعتمدت الدببة على طريقة مختلفة للبقاء على قيد الحياة. فقد اكتفى بعضها بالراحة وتوفير الطاقة.

وحاول البعض الآخر البحث عن النباتات أو التوت، أو السباحة لعلها تجد قوتا لها في البحر.

ولم تفلح كلتا الطريقتين. فقد تقلص حجم 19 دبا من أصل 20 شملتهم الدراسة، بنسبة 11 في المئة في بعض الحلالات.

فقد خسرت الدببة معدل كيلوغرام واحد في اليوم.

وحسب الدكتور أنتوني باغانو، من الهيئة الأمريكية للمسح الجيولوجي، في آلاسكا فإنه: "بغض النظر عن الطريقة التي لجأت إليها الدببة، فإنها لم تفلح، في أي منهاـ في تمديد قترة عيشها على اليابسة".

ويقول تشارلز روبنز، المشارك في الدراسة، من مركز الدببة بجامعة ولاية واشنطن: "الدببة القطبية ليست دببة رمادية ترتدي معطفا أبيض".

"إنها تختلف عنها اختلافا كبيرا جدا".

ووجد دبان اثنان، من الثلاثة التي ذهبت إلى الماء، عظام حيوانات ميتة، ولكنها لم تأكل منها طويلا، لأنها كانت منهكة من الجهد الذي بذلته.

وقال الدكتور باغانو لبي بي سي أن "واحدة من إناث الدببة وجدت حوتا ميتا، فنهشت منه مرتين، ثم استعملته عوامة للاستراحة عليه.

"وهذا يعني أن هذه الدببة لا يمكنها أن تأكل وتسبح في الوقت نفسه".

حقائق عن الدب القطبي

يوجد حوالي 26 ألف دب قطبي في العالم اليوم، أغلبها في كندا. ويوجد عدد منها في الولايات المتحدة وروسيا، وغرينلاند والنرويج.

ويصنف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الدب القطبي ضمن الحيوانات المعرضة للانقراض، ويذكر أن التغير المناخي عامل أساسي في تناقصها.

ويمكن أن يصل طول الذكور منها إلى 3 أمتار، وقد يصل وزنها إلى 600 كيلوغرام.

ويأكل الدب القطبي 45 كيلوغراما من الدهون في وجبة واحدة.

وتملك الدببة حاسة شم قوية تسمح لها بأن تشعر بالفريسة على بعد 16 كيلومتر.

وتعرف هذه الحيوانات أيضا بالسباحة، إذ لمح بعضها على بعد 100 كيلومتر من الشاطئ، ويمكنها السباحة بسرعة 10 كيلومتر في الساعة، بفضل أقدامها المكففة.

ولكن العجيب في الدراسة أن واحدا من الدببة زاد وزنه بنحو 32 كيلوغراما.

ويعتقد الباحثون أن هذا الدب، الذي قضى وقته مستريحا يوفر الطاقة، كان محظوظا عندما عثر على عظام حيوان ميت فأكلها.

وتناولت البحوث السابقة التحديات، التي سيفرضها التغير المناخي في العقود المقبلة، أما هذه الدراسة فتطرح أسئلة مهمة بشأن قدرة الحيوانات على التأقلم معها.

ويقول باحثون آخرون أن تأثير التغير المناخي على الدببة القطبية يختلف من منطقة إلى أخرى.

ويقول جون أرس، من المعهد النرويجي للدببة، الذي لم يشارك في الدراسة: "من المرجح أن تختفي الدببة القطبية من المناطق التي سيغيب عنها الجليد مستقبلا، ولكن من الصعب التكهن متى، وأين سيحدث هذا".

ويضيف "بعض المناطق فيها ظروف ملائمة للدببة لعقود مستقبلا".

ncG1vNJzZmivp6x7o67CZ5qopV%2BWv6KuyJxmmqqknrCtsdJomrJonZyypcbNoKSo

 Share!